الأمازيغية والطويونوميا في ليبيا
ينظم المركز الليبي للدراسات الأمازيغية ندوة
Suddes: Ammas alibi I tizrawin n tamazivt
بعنوان : الأمازيغية والطويونوميا في ليبيا
ⵙ ⵓⵣⵡⵉⵍ ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⴷ ⵜⵓⴱⵓⵏⵓⵎⵉ ⴰⴳ ⵍⵉⴱⵢⴰ
بقاعة الاجتماعات بالأكاديمية الليبية يوم السبت الموافق 18 نوفمبر 2017
تمهيد للطويونميا:
يعرف العربي وآخرون (1) علم الطوبونوميا بأنه “العلم الذي يعنى بدراسة أسماء الأماكن وتحليلها بالاعتماد على مجموعة من العلوم المساعدة كالتاريخ والجغرافيا والانثروبولوجيا..” وفي محاولة لمعرفة الأصل اللغوي يذكر العربي ” بأن جميع المهتمين ذهبوا إلى اعتباره اسما إغريقيا يتكون من لفظتين هما TOPOS و ONOMA الأولى بمعنى المكان أو الأرض والثانية بمعنى الاسم، ويعني هذا المركب إذن اسم المكان أو اسم الأرض” وبحكم موقع الأرض الليبية الذي يتوسط الشرق والغرب و يربط الشمال بالجنوب سيجعلها نقطة عبور واستقرار للحركة الانسانية. إذن هذا يسوقنا إلى سبر أغوار الأرض الليبية الزاخرة بالعديد من التسميات وبلغات مختلفة بعد أن تزينت وازدهرت بألوان لغوية جميلة بعد أن وطأتها أقدام مجموعات بشرية متعددة في أحيانا كانت مارة بها واستوطنتها أمم عاشت وتعيش على أرضها إلى تاريخ اليوم.
على مسرح الأرض الليبية كانت للأمازيغية خربشتها وبصمتها وحضورها في الطوبونوميا الليبية، إلا أن الفكر الأحادي حاول طمس معالمها بحجج واهية لا يمكن تفسيرها إلا بغرور نرجسي غير مبرر.
_____________
(1) العربي مموش، الحسن ابومنير وعبد السلام بومصر، ” الطوبونيميا الأمازيغية: نماذج من أسماء الأعلام الجغرافية بماست”، منشورة على صفحة: الطوبونوميا الأمازيغية ، 18 يوليو، 2015.
يذكر الباحث محمد زاهد (2) بأن “تشكل دلالات المصطلحات الأمازيغية أبرز مفاتيح فهم مختلف تفاصيل الأحداث التاريخية والوقائع الاجتماعية في سياق تفاعلاتها المتعددة مع المجال والفضاء الذي كان مسرحا لهذه الأحداث.” فنجد بأن جغرافيا المكان ترتبط بتسمية مساحات محددة لمناطق ومدن وأودية وشُعب. ومن هنا تأتي تسمية علم الطوبونوميا (La Toponymie) أو الأماكينية كما عرفناها، فعندما تطأ قدم الإنسان مكان فربما يجعل له اسما بحيث يصبح علامة دالة يستطيع بها تتبع خط الرجعة عندما يشاء زيارة المكان مرة أخرى. أو ربما يُطلق أسم أحدهم على مكان ما بحجة أنه المكتشف له.
وبالرغم من تبدُل أو استبدال تسميات الأماكن حسب المسيطر على الرقعة الجغرافية التي تقع في نطاقه ألا أن تسمية صاحب المكان تظل في ذاكرة الساكنة ولو بدلها المستعمر.
ونتيجة للكوارث الطبيعية من جفاف وبراكين وكذلك النزاعات الحربية فقد كانت سببا في الحركة البشرية الطبيعية وتنقلاتها، والتي على أثرها استوطنت بليبيا الكثير من الشعوب التي تبادلت عليها الأدوار كلاجئين أحيانا أو تجارا في أحيانا كثيرة أو حتى كمستعمرين في مرات عديدة. فجاءوا جمعيا بمختلف لغاتهم وثقافاتهم، وكان التلاقح والتمازج وميلاد كلمات وعادات، وألحان، وصناعات جديدة بالأرض الليبية. لذلك فمن الطبيعي أن نجد مسميات أماكن كثيرة بليبيا وبلغات مختلفة. ومن هنا يمكن استقراء قراءة تاريخية من خلال طوبونوميا المكان. وقد تميزت لغة تمازيغت بأنها، وبالرغم من رياح الاستعمار الثقافية أحيانا ومحاولات الدمج القسري في بعض الأحيان، إلا أنها استطاعت أن تقاوم وتغوص بعروق ثقافتها في أعماق أمكنة وشعب وجبال ووديان كثيرة بليبيا. فظلت تفرض نفسها من خلال الحفاظ على تسمية الكثير من المدن والوديان بليبيا بتمازيغت. وقد يكون هذا أكبر دليل على تاريخ تامازيغت العريق والقديم في ليبيا.
_____________
(2) محمد زاهد الطوبونيميا الأمازيغية من خلال بعض المصادر التاريخية، تاويزا، نوفمبر 2008.
البحث في طوبونوميا الأمكنة ما بليبيا قد يساعد على فك بعض الألغاز والتعرف على بيئة المكان بل وحسب رأي الحسين آيت باحسين (3) المساعدة : ” في استعادة البيئات القديمة والمنقرضة، وكذا في الوقوف على أسباب ازدهار تلك البيئات وانقراضها” وهذا ما سيزيد من أهمية الدراسات علم الأركيولوجية للمكان ويعمقها بالبحث في الحفريات ودراستها.
في أطار المصالحة مع ذات المكان علم الطوبونوميا سيرد الحق لأصحاب المكان في التسمية وسيصحح ما اعتراه تراكمات التغيير وما رسبته من شوائب أخفت معالم التسمية الحقيقية لعض الأمكنة. إلا أن التحريف الذي قد طال بعد المعالم أخذ ربما اتجاهين وعلى النحو التالي:
- نسمع بتحريف يتمثل في الترجمة وتغيير طفيف في النطق، فعلى سبيل المثال: وادي البطوم بالعربية بمنطقة بن وليد أسمه الصحيح بتمازيغت “سوف ؤاجن” فطمس وحرف بوادي سوف الجين !!! كما وأننا نسمع بجبال تدرارت اكاكوس والاسم الحقيقي بتمازيغت هو تدارات ن اكاكوس وتعني بجبال أكاكوس.
- بعض التحريفات الطفيفة ويتم ذلك بقراءة محرفة فقط لكلمة أصلها تمازيغيت كما هو الحال كرزاز بالضواحي الشرقية لمدينة مصراته والتي في الأصل هي “تيورزاز” وتعني الأرانب. كذلك سرت هي تحريف لكمة ئيسراط بتمازيغيت وتعني الخليج.
فمن واقع أن تاريخ ليبيا ملك لجميع ساكنتها لذلك فالتعرف على حقيقة طوبونوميا ليبيا بها يحتاج لدراسة متأنية ومعمقة ومحايدة لجلي ما أعترها في الغالب من تشويه غير مقصود لطبيعتها الحقيقية أو تزوير في أحيانا أخرى.
________________
(3) الحسين أيت باحسين، ” الطوبونيميا والبيئة (بيئة بليونش – من خلال مصادر تاريخية وأدبية – نموذجا)”، الحوار المتمدن-المحور: الادب والفن، العدد: 3649 – 2012 / 2 / 25 .
لذلك ارتأى المركز اليبي للدراسات الأمازيغية أن ينظم ندوة حول تمازيغيت والطوبونوميا في ليبيا وذلك بهدف تعريف الشعب الليبي بما تحبل به الأرض الليبية من تسميات ترجع في أصولها لتمازيغيت. وتسليط الضوء على الخيوط الرابطة بين تمازيغت والمكان في ليبيا. وذلك في إطار الاعتراف بالذات المغيبة، عن جهل، لأسباب سياسية أو لأعذار دينية غير حقيقة فالندوة ستسبر أغوار المكان الليبي وتعطيه شهادة ميلاده بتسميته الحقيقية في إطار المصالحة مع الذات.
أهداف الندوة والأسئلة المطروحة:
- قراءة متأنية للجذور التاريخية لتسمية المعالم المكانية في ليبيا.
- معرفة العلاقة بين تمازيغت وطوبونوميا ليبيا.
- تصحيح التحريفات التي شابت يعض المعالم التي تحمل تسميات تمازيغيت وردها لتسميتها الأصلية.
- نشر الوعي بتسميات تمازيغت للأماكن والوديان والجبال بجغرافية ليبيا.
بحكم أن الموضوع المطروحة في الندوة لا يلقى الاهتمام الكافي لذلك ستكون المحاور المطروحة للنقاش في صورة إجابات عن الأسئلة التالية:
- إلى أي مدى يهتم البحاث بالطوبونوميا في ليبيا؟
- هل من دراسات سابقة حول الطوبونوميا في ليبيا؟
- إلى أي مستوي تصل العلاقة بين تمازيغت والطوبونوميا في ليبيا؟
مع تمنياتنا لجميع المشاركين بالتوفيق..تانميرت ⵜⴰⵏⴻⵎⵉⵔⵜ ..
المركز الليبي للدراسات الأمازيغية